السبت، 17 نوفمبر 2012

يا من أسموكم أشقائي!




كنت أقلب بين دفاتري القديمة متصفحة إياها .. حتى استوقفتني صفحتين جعلاني أردد في رأسي .. ما أشبه اليوم بالبارحة!
قبل ما يقرب من عشر سنوات .. تحديدا في تاريخ ١٦ فبراير ٢٠٠٣ .. كتبت قصيدة .. حين قرأتها الآن أدركت كيف تمر السنين و بعض القضايا لا تزال عالقة تنتظر أيد سحرية لحلها!!
القصيدة تقول:

إبكِ ..
ما عاد لك سوى البكاء
و اذرفي من عينيك دمعاً
يشعل في حرقة .. أبواب السماء
لعل إخوتك حين يرون 
نارا تسقط على جباههم 
في ظلمة المساء
يتساءلون .. أقامت الساعة؟!
وتلك جهنم تكافئنا ..
على ما اقترفنا مُرّ الجزاء!
علّهم حينها يتذكرون
و يسمعون على عجل نداء
كنت تستجديهم فيه
منذ عقود مضت 
ولم تلق منهم .. إلا الجفاء
فأخبريهم حينها
لم تكن تلك الساعة
رغم أنها حق لها أن تقوم
على شرذمة من جبناء أدعياء
لكنها كانت بضع دمعات
أرسلتها مقلتي في عناء
في وقت أرى فيه بني يعرب
قد أضاعوني 
في بلاهة .. في حمق .. في غباء
باعوني .. ثم عادوا يفاوضوا
ألد ما عرفت من أعداء
و يريدون الآن أن يشروني 
ببضع عهود سلام ..
يا للازدراء!
ماكنت لأعود يوما 
دون سيف .. أو رصاصٍ
دون دمٍ .. أو فداء
فامسحي دمعك الغالي 
واحكي لهم
عن البطولة .. عن الشهامة .. عن الوفاء
عن صلاح الدين و عمر
عن كل شبر أرضٍ ..
عن كل قطرة ماء
و اتركيهم ليروا ذاك الحطام
و هاتيك البقايا
وما استقر على الأرض من أشلاء
ثم اسأليهم
أي سلام على أرض 
يراق عليها دم الطفل 
و تصم الآذان فيها 
عن أنات النساء
أما حق لعيني أن تدمع 
و قد مزقوني .. دمروني
و أضاعوا حتى الكبرياء
خدعوا الدنيا ..
وقالوا هيكل مزعوم
مللت .. مللت الإدعاء
هدموني فوق رؤوس أبنائي
كي يعيشوا هم في هناء
سخروا منكم أمامكم
و قالوا عنكم
ارهابيون أشقياء!
أرقتم ماء وجهي 
و أنتم غضنفر
أمام كلب عشق العواء
ماكان لحثالة القوم يوما
أن يعيثوا فسادا 
في أراضي الأنبياء
لولا صمتكم
يامن أسموكم أشقائي
لولا ما وقعتم فيه من رياء
أواه يا أمة العرب ..
كلكم صرتم سواء
أواه يا أمة العرب 
نشدتكم .. 
و أضعتموني هباء