الجمعة، 9 ديسمبر 2011

دفتري الخشبي!





نعم .. هو هذا اللي في الصورة دفتري الخشبي .. بدأت بالكتابة فيه منذ ٩ سنوات مضت..
لم اكتب فيه بانتظام ، ولكم اكتب أية جملة تزيد عن سطرين أو ثلاثة. كتبت فيه ما كان يخطر في بالي في اللحظات الأكثر تشبعاً بأي شئ و كل شئ.
تصفحت الدفتر و انتبهت الى أنه مازال فيه عدة أوراق تتنظر أن يتم تخليد عدة أسطر عليها، كما لاحظت أنه هناك سنوات في حياتي لم أكتب فيها شيئاً داخل هذا الدفتر مما أعطاني شعوراً سيئاً جدا بأنني أضعت سنين من عمري دون ذكرى عما كانت عليه حالتي آنذاك ..
قرأت فيه مما كتبت بتاريخ ٢١-٧-٢٠٠٤ :
لماذا أكتب؟
١- لأني إن لم أكتب .. أنفجر.
٢- لأني إن لم أكتب .. أموت.
٣- لأني بعد عشر سنوات من الآن .. أحب أن أعرف من هي الإنسانة التي كانت أنا؟!
ما أفرحني فعلاً هو الشئ الذي لاتصدقه كل الأجيال الأكبر من جيلي سناً .. و هو أننا جيل بأكمله كنا نتوقع كل الثورات التي حصلت هذا العام و كنا واثقين تمام الثقة أن هذه الأنظمة لن تدوم لأننا ببساطة لا نريدها أن تدوم .. مللنا و تعبنا و قرفنا من الفساد و الحكم العائلي و نظريات المؤامرة المستمرة التي يفسر بها آباؤنا كل شئ كأننا تم حرماننا إلى الأبد من استخدام عقولنا..


كتبت بتاريخ  ١٣-٣-٢٠٠٤ :
من يبالي؟ إسرق ، إنهب ، أليست أموال الدولة .. خزانة أبيك ؟؟


و بتاريخ ١٧-٣-٢٠٠٥:
كلما رأيت شعباً يهتف لقائده أكثر، يعلق صوره أكثر، يمجد ألقابه أكثر، يحلف بحياته أكثر و يصفق له أكثر .. اعلم أن هذا القائد .. يخفي أشياء أكثر!


و بتاريخ ٢١ -٨-٢٠٠٦:
لو كان الخوف بشراً .. لقتلته .. لذبحته .. لقطعته أشلاءاً .. لقضيت عليه .. لمحيته .. لسفكت دمه .. كي لا يعكر على الناس صفو حياتهم .. ولا يبقي الطغاة حاكمين على شعوب بأكملها خوفاً من بطشهم إن تكلمت هذه الشعوب يوماً.


و أخيراً بتاريخ ٥-٨-٢٠٠٧ كتبت:
اغتصبوا فلسطين .. قطعوا العراق .. ذبحوا لبنان .. و ألجموا ألسنة الباقين .. و لكن ..
لكل ظالم نهاية!


كتبت الكثير الكثير عن أشياء مرت علي و عن قناعات تبدلت و آراء غيرتها و صقلتها واقعية الحياة  .. وكتبت عن أحلام كثيرة طويلة المدى و قصيرة المدى على حد سواء .. بعضها تحقق و الباقي مازال يتنفس أملاً لعل الله يحدث في الأمور أمورا !!
نصيحة خالصة .. اكتب!
لا تقل لا أعرف .. لا يوجد شخص لا يستطيع أن يمسك قلماً ويكتب أي شئ يخطر بباله! ستعود إلى كلماتك يوماً و تفهم كيف مرت الأيام عليك و ماذا غيرت فيك السنين و ستعرف إن كنت مازلت تمشي في الطريق الصحيح أم لا؟!
اشتروا دفتراً .. خشباً كان أم غيره .. تذكروا دفتري الخشبي .. و ابدؤوا في الكتابة حالاً.



هناك 9 تعليقات:

  1. وأنا عندي أيضا مثل هذا الدفتر .... ألقبه بالدفتر الأسود ... وندمي انني تركت بعض الشهور او السنوات تمر دون ان اكتب شيئا ... وكأنك تعبرين عن حالي ... مبروك المدونة ... اشتقت انا لمدونتي :(

    ردحذف
  2. شدي حيلك و عودي إلى التدوين .. عالية لدينا حياة واحدة فقط كي نعيشها :)

    ردحذف
  3. اه يا رافــان .. اختلطت الامور ... وتداخلت الأشياء ... حاليا بصدد ترتيب الأولويات ... ان شاء الله أعود اليها .. اتمنى

    ردحذف
  4. ريتا .. أسعدني جداً أنها أعجبتك :)

    ردحذف
  5. ساكتب في هذا اليوم قرأت من اجمل الكلمات...
    شكرا..

    ردحذف
  6. سأكتب في هذا اليوم أني قرأت اجمل الكلمات..
    شكرا..

    ردحذف