الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

لا تستعجلوها !!




هل تعرفون هذا الشعور الغريب الذي يراودكم دون تفسير و يخبركم بلطف أن كل شئ سيكون على ما يرام و كل ما تريدوه سيتحقق بالضبط كما تريدون؟! لا أدري كيف أفسر الموضوع ولكنه شئ غريب فعلاً .. إن لم تحسه بنفسك فلن تنفع أيمان مغلظة تحلفها لمن تكلمه .. لأنه ببساطة لن يقتنع! وحدك أنت لديك هذا اليقين .. وحدك تلامس روحك هذه الروعة و الاطمئنان.


يحاولون بشتى الطرق إخبارك أنك على خطأ و أن ما تريد ليس قريباً .. ما تتمنى لن يعجل الله به .. يلومون عليك اطمئنانك و تفاؤلك و حتى ابتسامتك !! ألا يجب أن تكتئب ؟؟ ألا يجب أن تحس بهم ؟ ألا يجب أن تتصرف و تهد المعبد على رأسك و رؤوس من حولك كما يفعلون هم ؟؟ ألا يجب أن لا تتحمل كي تثبت للجميع أنك تحس؟!


تبتسم في داخلك لأنك عشت هذه الحالة مرات عديدة .. هم لا يعرفون .. هم لا يعلمون أن احساسك هذا لم يخيب ظنك فيه ولا حتى مرة واحدة! عندما تظلم الدنيا و تقفل الأبواب و يقع الجميع في خنادق الحيرة و الترقب و القلق و اليأس و الحسرة .. وحدك أنت تعلم أنهم واهمون و كل هذا سيتلاشى بأسرع مما يتخيلون!


ينسى أغلبية الناس أو يتناسون كم من مرة طرقوا أبواب اليأس و لكن تداركتهم رحمة من ربك .. أما أنا فلا أنسى بتاتاً .. لا أنسى اللحظات التي يختفي فيها كل من حولي و لا ملجأ لدي إلا الله و يراودني هذا الإحساس المريب بالراحة الذي أخشى أن أصرح به لأنني سأتهم باللامبالاة و الاستهتار!  لا أنسى أنني ما دعوت الله قط إلا و استجاب دعوتي و بأفضل مما دعوت .. لا أنسى كم مرة التفت فيها إلى الوراء و شهقت من المفاجأة عندما أرى أن حتى أسوأ ما وضع الله في طريقي كان كي ينجيني مما هو أسوأ .. مالا تدركونه الآن ستدركونه بعد لحظات.


قالها سيد قطب و أحسست بها تعيش في داخلي و تمشي في دمي .. يد الله تعمل في خفاء ، فلا تستعجلوها! و أضيف من عندي .. يد الله فوق يد الجميع .. فلا تستهينوا بها .. يد الله مبسوطة ينفق كيف يشاء فلا تقتروا على أنفسكم .. يد الله ألطف بك من الريش الحرير .. فلا تخف على روحك و لا تجزع أبداً .. يد الله ترتب كل شئ كي تحصل أنت على الأفضل .. فلا تستعجلها!


ما أعطي البشر نعمة أغلى قط من الصبر .. لا ترددها بلسانك دون أن يشعر بها قلبك ! فقط لو تحس بما أحس أنا به .. لما فضلت غير السكوت حين تنتاب الآخرين نوبات اليأس و العصبية .. لما فضلت غير ذكر اسم الله حين يتحسر الباقون .. لما فضلت غير تذكر هذه الجملة .. أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء .. إن ظن خيراً فله .. و أن ظن شراً فله! 


يا ربي إني اشهدك و أشهد ملائكتك و جميع خلقك أنني ما ظننت بك يوماً إلا ظناً رائعاً .. و ما كان جوابك لي أبداً إلا أروع! 

هناك 9 تعليقات:

  1. سلسبيل العزعزي31 ديسمبر 2011 في 7:50 م

    راااااااااااااااااااائع يا رافان كلمات لامستني بثقتها بأن كل شئ على ما يرام وسيتحقق ..كم أغبط هذه السطور

    ردحذف
  2. حبيبة قلللللللللبي يا سوسو :)

    ردحذف
  3. جزاكم الله خيرًا :)

    ردحذف