الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

إحلم!





لماذا يصعب جداً على الكثيرين أن يحلموا ؟؟ لا أعرف كيف يطيقون أنفسهم و كيف يتحملون الحياة دون أن تكون لهم أحلام تمس خيالهم؟!!


أعتقد أن من حولي ملوا من تكراري لهذه الفكرة دائماً! مع هذا فإن من يعرفوني جيداً يعلمون أنني أبعد ما أكون عن الخيالية! أن تفتح آفاق خيالك دون أية حدود لا يعني أن تصبح خيالياً .. الخيالي هو الشخص الذي يكتفي بالأحلام التي تصاحبها الحسرة المستمرة على حظه البائس في هذه الدنيا الذي يجعله يتمنى لو أن له عصا سحرية تحقق كل ما يتمنى في غمضة عين!


أنت لست الله! لا تستطيع أن تقول للشئ كن فيكون! لكن لو إطلقت خيالك حقاً و أشغلت مخك حقاً و عملت حقاً و أحسنت ظنك بالله .. عندها فقط سترى الله يقول لأحلامك كن فيكون!


هل تعرفون أنني شخصياً أعرف العديد من الناس الذين ليست لهم أية أحلام؟ ولا حتى حلم واحد! و يقنعون أنفسهم أن هذا الشئ يسمى قناعة و رضا بالموجود .. هناك شعرة رفيعة جدا بين القناعة و السلبية .. بين أن لا تتذمر مما قسم الله لك و تسعى للأفضل و بين أن تبقي نفسك على هامش الحياة تموت مثلما ولدت ولم تترك أية بصمة في هذه الدنيا!


كيف تستطيع العيش دون شغف ؟؟ كيف تستطيع أن لا يكون لديك أية اهتمامات في هذا العالم غير الجلوس أمام التلفزيون متلقياً سلبياً لا تملك من أمر نفسك شيئاً ؟
ابحث في نفسك عن شئ تحبه .. عن شئ يعجبك .. عن شئ تتمنى لو أنك تفعله و تتقنه، لا تستمع لما يمليه عليك الآخرون .. هذه نفسك أنت و حياتك أنت و أنت المسئول بأن تسعد نفسك أو تشقيها!


أتذكر أول يوم لي حينما قررت أن أتعلم الفرنسية و كان الأستاذ يسأل كل الطلاب عن سبب اختيارهم للفرنسية تعددت الإجابات و لكنها انحصرت بين من يحتاجها كي يكمل تعليمه العالي في فرنسا و بين من يجب عليهم تعلم الفرنسية للترقي في أعمالهم كالطيارين و مدراء الفنادق .. كنت الوحيدة التي أجبت بأن السبب الوحيد الذي دفعني لتعلم الفرنسية هي أنني أحب اللغة الفرنسية! لا أكثر ولا أقل .. أهلي و صديقاتي و العديد ممن أعرفهم دفعوني لتعلم الألمانية وذلك لأنها قد تفيد المهندسين أكثر و تمكنني في المستقبل من إكمال دراستي في ألمانيا التي تشتهر بإبداعها في المجال الهندسي .. لا أنكر أنني فكرت في الموضوع كثيراً و حاولت ولكني لم أستطع! لا أحب اللغة الألمانية .. أحس أنها لغة ناشفة جداً ولا تحمل أي رقي كما أن عدد المتحدثين بها يقل بكثير عن المتحدثين بالفرنسية!


الشغف .. شغفك بهذه الحياة .. شغفك بما تعمل .. شغفك بما تتعلم .. شغفك بما تقرأ .. شغفك بما ترسم .. شغفك بتصفح الانترنت .. شغفك بأي شئ هو ما يعطيك هذا الإحساس الرائع بأنك تتنفس و تحيا و تحلم و ستصل!
فقط لا تنسَ  أن تقول "إن شاء الله"!

هناك 7 تعليقات:

  1. كذبت.. هذا مجرد كلام .. انت لا تعيش في الواقع ..

    هذا ما قد يجيب به أناس احاطوا عقولهم بقواقع فكرية!!

    في اعتقادتهم .. انهم كما هم .. لا يمكن تغييرهم وهم مجرد خلايا تتحرك !!

    أنسان ..
    يخاف حتى من حلمه ! يصل اليأس به ان يخشى حلمه ..

    بل تعدى الامر عند الكثيرين حتى أمسو يحاربون أحلامهم ... وأحلام غيرهم..

    يقتلونها في مهدها.. حتى لا تكاد تلتقط نفسا واحدا في حياتهم ..




    مما صادفني .. ان التقيت البارحة .. بشاب من شباب هذه الامة ! ..
    وصل بنا النقاش - بعد ان حاولت يائسا أن اكتشف حلم حياته- الى ان قال بالعامية ..

    "لا بدر .. عفية .. ارجوك اترك هذا الكلام ..
    اني ما اريد بس ان اتوظف بـ وظيفة حكومية .. اتقاعد بعد خمسة عشر عاما ..
    اتزوج .. ثم .. اموت مرتاحا !! .."

    قالها وهو ابن 25 ربيعا !!!

    بكل اسف .. أمسى اغلب الناس .. مكبّلين بالروتين .. والخوف من التغيير..

    امسو مستودعا للافكار اليائسة ..




    فلنحمد الله ان جعلنا حالمين !!




    --------------------
    (اقل ما يقال عن مقالكِ أنه رائع ^_^)

    ردحذف
  2. لم يوجد ولن يوجد من يفقع مرارتي أكثر من هؤلاء الذين أقصى أمنياتهم أن يعمل في وظيفة حكومية .. يأكل و يشرب و يتزوج و ينجب و يتقاعد و يموت!! أعتذر على الكلمة و لكن هؤلاء لا يختلفون عن الثور المربوط في ساقية يجرها طول عمره دون أن يعلم ما الغرض منها؟! هكذا يريدوه أن يعيش و هكذا سوف يعيش إلى أن يموت !! مثيرون للشفقة!

    ردحذف
  3. الوظيفة الحكومية ... وظيفة الاموات فكرياً

    ردحذف
  4. كلامك ادمع عيني
    كلشششششش حبيــــــــــته الله يجزيج الخير على هل مقالة هذه المفاله مست جروحي

    ربي يوفقج ويسعدج

    ردحذف
    الردود
    1. أجمعين يارب
      شكرا جزيلا على الكلام الحلو :)

      حذف
  5. كلام رائع جدا ..اكيد انه خارج من قلبك ...لانه وصل ومس قلبي ...
    إحلم ولكن إعمل لحمك ..ولاتقل لو ولا ياليتني ولكن اعمل .وكما قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والصين لايعلمون).

    ردحذف