الاثنين، 18 يونيو 2012

حلم صغير!






هذا الفيديو حلم صغير .. تمنيت أن يتحقق في خمس سنوات .. و إن لم يحدث سأنتظر عشر سنوات أخرى كي أقوم بصناعته بنفسي! 
نتذمر كثيرا من نظرة الغرب السيئة لنا .. فلنريهم على الأقل بلغتهم هم ما نريدهم أن يفهموه!
هذا الفيديو هو أول فيديو أقوم بتجميعه .. قد لا يكون العمل إحترافيا ولكنه على الأقل يستطيع أن يوصل الفكرة و الحلم! 

الأربعاء، 6 يونيو 2012

حياتي!




كانت هناك مرة ..
ظننتُ فيها أن موعدي ابتعد عني ألف مرة ..
وددت لو أستطيع ..
فقط لو أستطيع ..
أن لا أكون فرداً جاهلاً ..
ضمن هذا القطيع ..
أن لا أفكر و أفكر ليل نهار ..
كيف انتهى ذاك الحلم ..
وكيف ذوى نجمي وسط البحار ..
كيف في هذه الدنيا ..
يعيش من لا خيار له ..
و يموت من كان له الخيار؟؟
كيف أمست الدنيا مقلوبةٌ 
مسلوبةٌ .. 
منهوبةٌ .. 
من يحدد حياتك فيها ..
هو من لا دخل له فيها؟!
كأن حياتك أمر مشاع ..
للكل حق التدخل ..
وللكل حق التأمل!
ولكن لا أحد منهم ..
لا أحد ..
لحقّ الله فيك يراع!
هي حياتكَ أنتَ .. تصرخ
وليس لأحد غيرك ..
أن يحدد طريقها و المصير ..
يقولون و يقولون ..
أشياءَ و أشياء ..
و تبقى أنت تردد ..
الكلاب تنبحْ .. و القافلةُ تسير!

الاثنين، 27 فبراير 2012

حكاية عن .... (٢)


وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع
ما مر عام و العراق ليس فيه جوع ..
و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الرفات بالندى
و أسمع الصدى
يرن في الخليج
مطر
مطر

مطر

كيف علمت -رحمك الله- أنه ما مر عام و العراق ليس فيه جوع ؟؟ هل تعلم أنه منذ أن أتيت أنا إلى هذا العالم إلى الآن ما مر عام و العراق ليس فيه دم يراق؟؟ 

إلى أين وصلنا؟ نعم .. الحرب العراقية الإيرانية .. حرب الخليج الأولى .. قادسية صدام (الزفت) .. الدفاع المقدس (كما تمت تسميتها في إيران) .. أسماء عديدة لمجزرة من الطراز الأول! في أوائل سنين حياتي كان اسم هذه الحرب مبهما في بالي .. لم أعرف عنه الكثير حتى منّ الله علينا بهذا الاختراع الجميل المسمى بالانترنت .. غصصت غصة مريرة و أنا أقرأ أن أقل التقديرات لعدد القتلى في هذه الحرب هو مليون قتيل!! مليون شخص (أغلبهم شباب) دفعوا حياتهم ثمنا للاشئ!! لا شئ على الإطلاق! شخصان اثنان أحبا أن يعاندا بعضهما و كل منها يثبت أنه الأقوى فضحيا بمليون روح و بقيا هما على قيد الحياة!!
حرب استمرت ٨ سنين .. حرب استمرت ٩٦ شهرا مما جعلها النزاع العسكري الأطول في القرن العشرين!! يا فرحتي! نحن لسنا بالشئ الهين .. دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه كالشعب الأرخص دما!
مليون شهيد الجزائر كانت لطرد الاحتلال الفرنسي من بلدهم .. كانت مجدا و استشهادا .. ولكن ما فعله صدام (و أكرر -الزفت-) هو مجزر أفلتت من براثن التاريخ.
جيلنا هذا لا يعرف شيئا عن هذه الحرب ولا حتى أنا كنت أعرف عنها شيئا .. إن لم تبحث عنها لن تصلك أخبارها .. تذكرت بيتا شعر محببان جدا إلى قلبي كنت أكتبهما في أغلب الأحيان على آخر صفحة من دفاتر المدرسة ..

ولما صرت في سن جدي 
و نظرت إلى مجد العراق 
صرت أعرف لماذا؟
دم مليون شهيد ..
لسعفة نخل يراق!

هل تستحق سعفة النخل هذه دم و أرواح مليون شهيد؟؟ لا أدري.
العراق .. الوجع الأكبر و الحزن الأعظم و لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا!

بعد سنتين فقط من انتهاء هذه المجزرة قرر السيد الرئيس القائد صدام (الزفت) أن يدخل في حرب أخرى مع دولة أخرى .. غزا الكويت .. و حصل ما حصل .. 

بعد أكثر من عشرة أعوام على غزو الكويت .. في مكان آخر تماما .. مدرسة مصرية (ذكرها الله بخير) .. في مدينة يمنية .. تحكي لطالباتها اللواتي بينهن فتاة عراقية .. تحكي لهن عن غزو الكويت (و الذي لم يكن موجودا في المقررات المدرسية) بالعبارات التالية نصا:
(إنتو ما تعرفوش العرائيين عملوا إيه في الكويت؟؟ دول كانوا بيدخلوا البيوت و يخرجوا الطفل من بطن الست الحامل بإيديهم .. دول كانو وحوش .. ده لو كفار مش هيعملوا اللي عملوه)
أتذكر وقتها إنني رفعت يدي و أخبرتها بصوت متهدج : لو سمحتي يا أبلة صدام و جيشه هم من غزوا الكويت و ليس العراقيون.
أجابت : ( و هما جيش صدام دول مش عرائيين؟؟ ياختي دول لو كانو يهود ماكانوش عملوا كده .. بنتكلم عاليهود ليه لما احنا فينا اشكال زي دي!)

جائزة كبيرة جدا لمن سيعرف ما الذي كنت اشعر به في تلك اللحظة بالذات؟! بغض النظر عن أن غزو الكويت هو كارِثة إنسانية و بكل المقاييس و لم يترك بصمتها على العراق إلا (الزفت) صدام ولكن أن تحترم مشاعر من هو أمامك من أساسيات الأخلاق!

لم أكن أبدا من محبي الدخول في سجالات و مهاترات لا طائل منها مع عقليات أنت تعرف مسبقا كل ما سيتفوهون به! ولكن اعتقدت منذ الأزل أن المشكلة الرئيسية التي أوصلت العراق إلى ما هو عليه هو الجهل! ليس الجهل العلمي و الأدبي فالعراقيون كانوا ولا زالوا من أكبر من يشار إليهم بالبنان في العلوم و الثقافة و لكن ما أقصده هو الجهل السياسي .. الجهل الديني .. الجهل العنصري .. الجهل الاجتماعي ...... الخ.

ليس العلم قراءة و كتابة .. و ماكان العلم يوما شهادة تحصل عليها من جامعة ما و تعلقها على الحائط أمامك .. اسأل نفسك قبل أن تناقش ماذا قرأت؟ من أين حصلت على معلوماتك هذه؟ إن كان جوابك الأول هو : سمعتهم قالوا .. فاقرأ على نفسك السلام.
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
رحمك الله يا سياب .. كنت عبقريا فاق عصره حين قلت:

أيخون إنسان بلاده؟

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون؟

إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام

.حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق


يتبع ...

الجمعة، 24 فبراير 2012

حكاية عن ...







لماذا تفاجئنا أحيانا هذه القطيعة بيننا وبين القلم؟ ألأننا كلما كبرنا و مضت بنا الأيام صرنا أقل بوحاً؟ أم هو ملل خانق يشعرك بأنه لا شئ مما يحدث يستحق الكتابة لأننا ببساطة نحيا في زمن نادرا ما تحدث الكلمات فيه فرقاً .. بل و قد تحسب عليك لا لك في معظم الأحيان.
المهم أنني الآن أريد أن أكتب .. ولكن أن تمتلك تلك الرغبة هي الجزء السهل من الموضوع .. حيث أن أصعب جزء هو عن ماذا تكتب؟ 


كنت ولا زلت دوما أريد أن أكتب عن كل شئ! أريد البوح بما يعتمل في نفسي من أفكار تجاه أدق التفاصيل في هذه الحياة .. لدي في جعبتي حكايا كثيرة .. كثيرة جداً لدرجة أني لا أدري بأيها أبدأ؟!
اعتقدت دائما أن خوفي من أن تكون كلماتي و ما أكتب مملة هي ما أبعدني عن القلم لسنوات.


لا أظن أنني سأبدع إن كتبت عن قرية خيالية و أجيال متلاحقة من التغييرات .. ولن أكون أول من يكتب في نوع معين من الأدب كأدب الرعب .. و أيضا لست ممن يستطيعون حشو كتاباتهم بأسوار شائكة و مواضيع حساسة بهدف جذب اهتمام القارئ و اتباع قاعدة خالف تعرف! 
ما أعرفه و متأكدة منه أن ما خرج من قلبك و بملء أحاسيسك سيصل أيضا لكل القلوب على الطرف الآخر .. قاعدة!
و بالتالي لنختصر الطريق و لا نسهب في المبررات لأنني سأكتب عني! أعطيك سبباً واحداً وجيهاً لهذا القرار و هو أنه لا أحد يعرف عني أكثر مني .. و أنه هناك كمية حكايات و تناقضات و تفاصيل في حياتي قد - و أؤكد قد - تختزل آراء و معاناة و تفاصيل حدثت في حياة العديدين ممن يشبهون جزءا مني في أزمنتي السابقة حينما لم أكن أجرؤ في الكتابة عني!


قبل كل شئ .. السطور الآتية - و التي ستستمر إلى أن يأذن الله - ليست سيرة ذاتية و ليست رواية و بالطبع ليست خيالاً علمياً! كل ما في الأمر أنها حكاية أحداثها و أبطالها و تفاصيل ملامحها واقعية مائة في المائة و على مسئوليتي الشخصية.بالطبع أنت تدرك أن معظم الأسماء لن تكون حقيقية إحتراماً لخصوصية أصحابها وبالطبع أيضاً لن أتطرق إلى التفاصيل الشخصية لأي من الأشخاص المذكورين من ضمنهم نفسي!


باختصار .. كل ما أريد البوح به هو حياة حقيقية تتكرر أحداثها كثيرا بين جدران عديدة في بلدان مختلفة عشت فيها و خالطت أهلها مخالطة قريبة و مرت أيامي كأني واحدة منهم .. عرفت الكثير الكثير مما يخالف الأفكار المغلوطة عن هذه البلدان.
قد يكون ما أكتب مملاً .. و قد يكون لا أهمية له .. و قد يحمل شيئا صغيرا يهمك .. لكن كل ما أريد هو أن أشاركك بعض ما لديّ لعل و عسى أن يجعل البوح حياتنا أجمل و أحلى.
هي حكاية روح .. حكاية حلم .. حكاية أمل ..


فلنبدأ إذاً .. بسم الله الرحمن الرحيم 




حكاية عن ..
فتاة عراقية (تحب مصر) بين العراق و اليمن و الخليج العربي


-١-

ولدت في مدينة أربيل عاصمة شمال العراق أو إقليم كردستان كما أصبحت تسمى الآن .. تنشقت أولى أنفاسي في الخامس عشر من شهر مايو .. لن تهمك السنة ولكني مازلت شابة و صغيرة فعلاً!
من يراني أكتب بالعربية الآن و أعشقها بهذا البذخ لن يصدق أنني لم أكن أتكلم العربية إطلاقا وبتاتا قبل سن خمس سنوات ولم أكن أعرف حرفا واحدا من اللغة العربية.
والدتي كردية و والدي عربي .. ولكنهما التقيا و تزوجا بين الأكراد ،، ولم يكن لدي في أوائل سنين حياتي من أكلمه بلغة غير الكردية ..

في سن الخامسة دخلت إلى روضة الأطفال و سرعان ما تركتها بعد ستة أشهر لأدخل المدرسة في سن مبكرة (قبل موعدي المقرر بسنة) و هنا كان قرار أهلي بأن يدخلوني في مدرسة عربية ،، وذلك لأنهم أرادوني أن أتعلم اللغة بدلا من أن أتقن الكردية و لا أفقه في العربية شيئاً !! 
مساكين لم يكونوا يتوقعون و يتصورون ما هو آت .. في أول أيام دراستي في المدرسة و انا ابنة خمس سنوات اندلعت حرب الخليج الأولى بعد اقتحام صدام للأراضي الكويتية!! (أعتقد أنك عرفت  في أي سنة ولدت؟!)

أنا عن نفسي لاأذكر شيئا عن دخول صدام للأراضي الكويتية .. كل ما أذكره هو عدة لقطات سأحكيها لك بعد قليل .. ولكن التفاصيل التي وردتني هي من أمي و أبي و أقربائي و أصدقائنا .. الكل يتفق أنهم صدموا بشدة حينما سمعوا من نشرة الأخبار بخبر غزو صدام للكويت .. لم يكونوا قد تعافوا بعد مما حل بهم من ويلات الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات و حصدت من أرواح الشباب العراقي ما يزيد عن مئات الآلاف دون ذنب لهم أو خطيئة سوى أن مريضا نفسيا محبا للحروب قرر أن يزج بهم في تصفية حسابات لا ناقة لهم فيها ولا جمل!
خالي و عمي كانا مجندين في الجبهة و والدي  كان من المجندين الإجباريين في ما يسمى الجيش الشعبي و هو جيش يتكون من أشخاص غير مدربين و ممن هم على الأغلب تعدوا سن الثلاثين و صدر لهم عفو من الخدمة العسكرية حسب القانون آنذاك مع ملاحظة أن والدي في تلك الأيام كان أستاذا في الجامعة و كان عائدا لتوه من منحته لدراسة الدكتوراه في المملكة المتحدة!


هناك العديد من الحكايات الطريفة أو بالأصح - المضحكة المبكية- التي يحكيها خالي و عمي عن الحرب العراقية الإيرانية كان عمي في ذلك الوقت يعمل كمساعد مخرج في التلفزيون العراقي ، و كان الآمرون عليهم في الجيش هم من رجالات حزب البعث الأشداء - هنا لا تعني الكلمة القوة و الشجاعة ولكن تعني الخسة و الدناءة و التسلط و كل مرادف يأتي ببالك لهذه الكلمات - و كانت الإجازة حلماً غالياً يراود كل مجند في هذه المعسكرات ولكن لم يكن الجميع قادرين على دفع ثمنها حيث أن ثمنها لا يقف عند النقود فقط و لكن كل ما تستطيع أن تشتري به ذمة من يرأسك مباح!

صدف أن ابنة آمر عمي في الجيش .. الإبنة المدللة له كانت تعشق نوعا معينا من أفلام الرسوم المتحركة و بسبب جو الحروب و بيانات السيد الرئيس القائد التي كانت تبث تباعا لم تكن هذه الحلقات تبث بانتظام و كان يتم اقتطاع اجزاء كثيرة منها كي يكفي الوقت ليشجي الرئيس شعبه بأنباء انتصاراته المهولة على العدو الغاشم!!
لهذا استطاع عمي أن يحظى بإجازة مقابل المجموعة الكاملة لهذه الرسوم المتحركة مهداة لابنة الضابط المهاب! (لاحظ أنني أتكلم عن بداية الثمانينات حيث لم تكن حتى شرائط الفيديو شيئا شائعا و كانت هذه الأفلام حكرا على أرشيف التلفزيون العراقي هناك).




يتبع ..... 

السبت، 4 فبراير 2012

أعترف بأني أحبه ..

نعم أحبه ..
و أحبه جدا جدا .. لا أعتقد أن هناك بشرا في هذه الدنيا أحب أحدا مثلما أحبه .. هل شعرتم من قبل بهذا الإحساس الجارف بالشوق ؟؟ أن تحس أنك تحتاج شخصا ما في حياتك جدا و تبدأ تقلب في أي شئ له علاقة به لعل هذا الشوق يهدأ قليلا..


أجمل شئ في هذه الحياة عندما يختلط الحب بالإعجاب .. بالاحترام .. فتحس أنك مشاعرك كاملة .. كيف لي أن لا أحبه ؟؟ هل هناك من لا يحبه ؟؟ 
هو أيضا يحبني .. قال لي مرات كثيرة أنه يشتاق لي جدا و يتمنى أن يراني .. وقال أنه يحبني أيضا .. ماذا تريدون بعد هذا كله؟؟ 


أجمل شئ في الحب هو الثقة .. حينما يربكني جميع المحيطين بي و كل يفتي برأيه في مشكلة ما و حتى آيات القرآن يفسرونها كل على طريقته .. ألجأ إليه هو وحده فأجد عنده الحل بسيطا .. واضحا .. و أحبه أكثر!


أتذكر أنني شكوت له في مرة و قلبي يحترق عندما كنت صغيرة أن العديد ممن أعرفهم يعتبرونها من الصداقة القوية و القرابة أن يسبوا الشخص بالام او الاب على سبيل المزاح .. لكني لم أستطع أن افهم إلى الآن ما الهدف من الموضوع ؟؟ أن ناديت شخصا و انت تضحك "يا ابن الكلب" و المقابل أيضا يضحك .. مالذي يضحكهم؟؟ ماهو الشئ الرائع في أن يكون لسانك قذرا؟؟ فأجابني هو : " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه" قلت و كيف يلعن الرجل والديه؟ قال لي: "يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه و يسب أمه". فعلمت أني على حق!


وشكوت له كيف أنني أحس أنني أذنب كثيرا و لا أفعل جميع ما أمرني الله به لضعف في نفسي .. قال لي: "الصدقة تطفئ غضب الرب" .. قلت له إن جميع من حولي يتحججون بالغلاء و ضيق ذات اليد .. لهذا لا يتصدقون كثيرا قال لي: " مانقصت صدقة من مال .. بل تزده بل تزده بل تزده" و فعلت ما قال لي و ووجدته حقا.


و حين شكوت إليه ندمي على شئ فعلته و تمنيت لو يعود بي العمر إلى الوراء فأتصرف بطريقة مختلفة وكيف أن الكثير من الناس ليس لديهم ذلك الطموح اللازم كي يرتقي الإنسان في حياته و يصبح يوما فيوما أفضل و أفضل ويتحججون بالقناعة مقنعين أنفسهم أن هذا هو الصحيح .. غضب علي قليلا و قال لي: " المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، إحرص على ما ينفعك و استعن بالله ولا تعجز ، فإن أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا و كذا ولكن قل: قدر الله و ماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان"


ومن أكثر ما أتذكر .. حين أتيته أبكي يوما و أشكو إليه كيف أن الناس أصبحت لا تفكر إلا في إرضاء الناس .. يخرب الشخص حياته و يتخذ قراراته على ما يظن الناس و يريدون .. يحرم الحلال لأن الناس يرونه حراما ، و يحلل الحرام لأن الناس يرونه "عادي" !! 


وقتها أعطاني كلمات أعلقها أمامي دائما كي لا أنساها:
"إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك و إم اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف"


كيف تستطيعون أن لا تحبوه؟؟ اليوم ذكرى مولده .. كثيرون يقولون أنه لا يحب أي شئ من هذا القبيل .. ولكنني أحبه ، و سعيدة جدا أنه في مثل هذا اليوم أتى إلى هذه الدنيا و أضاء حياتي و حياة الملايين غيري إلى يوم الدين.


لا أستطيع أن لا أحس بالسعادة في يوم كهذا .. قد لا أقيم له احتقالا ولكنني سأحتفل بهذا اليوم بطريقتي الخاصة .. سأذكره كثيرا .. الله يحبه و قال في قرآنه الكريم : (إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما).


اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم ، وبارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين و صل على سيدنا محمد في الآخرين و صل على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اشتقت إليك كثيرا يا رسول الله .. 



الثلاثاء، 31 يناير 2012

عن الميتافيزيقيا .. و الدكتور أحمد خالد توفيق




كنا صغارا .. مراهقات .. و لكننا كنا نقرأ و نتناقش و نتأثر و نتجادل لساعات و ساعات.
و كان مصاص الدماء و المستذئبون ثم  حسناء المقبرة و رأس ميدوسا و التاروت  ثم رعب المستنقعات ثم سالم و سلمى ثم هن-تشو كان ثم لوخ نس ثم الميتادور ثم الجاثوم و لوسيفر وكهوف دراجوستان ..

كنا طالبات في السنة الأولى من المرحلة الثانوية .. أردنا أن نعرف أكثر .. كاد الفضول أن يقتلنا .. هل هذه الأشياء حقيقة أم أن الدكتور أحمد كان يدحض وجودها كي لا يختبر فضولنا إن قيل لنا أن هذا العالم المحكي هو حقيقة.
تفتقت أذهاننا العبقرية أنا و صديقتي (الأنتيم) عن فكرة بحث .. لم لا نكتب بحثا عن الميتافيزيقيا أو (علم ما وراء الطبيعة)  بعوالمه المختلفة و بعيدا عن الدكتور أحمد و عن رفعت اسماعيل؟ 

و أتى معرض الكتاب و ذهبنا بنية استكشاف و شراء أكبر عدد ممكن و مفيد من الكتب الجادة و العلمية و التي لا مجال فيها للخيال (كانت هذه العملية صعبة آنذاك نظرا لضيق الميزانية لدى طالبتين!)
اشترينا الكتب و قسمناها .. أنت تقرأين النصف و أنا النصف (النصف الخاص بصديقتي كان عملية صعبة إذ أن هذه الكتب كانت محظورة عليها بتاتا بأمر من السيدة الوالدة)  ثم  نلخص ما قرأناه ثم نناقشه سويا .. اوكي؟ اوكي.

و كانت أول ليلة ..
و طلع النهار ..
و التقينا في المدرسة ..
و نظرت إحدانا في عين الأخرى ..
وجوم و تبلد انقلب إلى ضحك هستيري ..
عرفنا أن كلتانا لم تنم الليل و أن ما كان موجودا بين طيات تلك الكتب ليس يسيرا البتة .. و ليس مضحكا مثل رفعت اسماعيل .. وليس ممتعا مثل سالم و سلمى .. هناك أبحاث و تجارب و نتائج و صور و الكثير يؤكد و الأكثر يرفض..خرافات و حقائق علمية امتزجت سويا فأصبح من العسير الفصل بينهما ..

تعمقنا أكثر في أي شئ و كل شئ يندرج تحت علوم ما وراء الطبيعة .. أحسست بالدهشة و الفضول يسحبانني و يغرقانني في رمال متحركة بسرعة خرافية .. قسمنا البحث إلى أبواب و فصول و بدأت العناوين تتضح .. التقمص .. تحريك الأشياء بقوة العقل .. الفضاء الخارجي .. الأرواح وحياة البرزخ .. نوستراداموس و التنبؤ .. العوالم المتوازية .. قارة أطلانتس الضائعة .. حضارة كريت المنقرضة ...وحش لوخ نس ..... الخ

أصبحت المناقشات بيننا حادة و فترات الصمت تصبح أطول فأطول .. أتذكر وقتها أنه أتت فترة امتزج الواقع بالخيال تماما و تلاشى الخط الفاصل بينهما وكنا نجد العديد من الدلائل الشرعية التي تؤكد العديد من هذه الظواهر مما يؤدي بنا إلى زيادة احتمالية تأكيدها و حدوثها فعلا.

حتى أتت تلك الليلة ..
كنت قد تعودت في الفترة الأخيرة على عدم النوم .. كلما أردت أن أغفو دارت ببالي مليون فكرة أقلهم شأنا كانت قادرة على أن تجعل النوم يجافيني لليال متواصلة.
ولكنني ليلتها غفوت قليلا .. و ما إن مرت على غفوتي أقل من ربع ساعة ..
حتى قمت مفزوعة أصرخ إذ رأيت حلما داخل حلم .. من هذا الطراز الذي ناقشه فيلم (Inception) العام الماضي .. و كانت المرة الأولى التي أحس فيها فعلا بأنني خائفة.

للعلم فقط .. أنا من النوع الذي لا يخاف من أي شئ من هذه الأشياء العادية التي تخيف مع .. لا ظلام و لا حشرات ولا وسواس ولا حتى ارتفاعات و أماكن مغلقة .. لذلك كانت هذه الفزعة ناقوس خطر ينبهني إلى أنني قد أفقد عقلي قريبا جدا ..
الفقرة الأجمل أن المناقشات بيني و بين صديقتي وصلت ألى مرحلة أنه في حالة إن ماتت إحدانا فسوف نرتب الموضوع بأن تظهر التي ماتت للأخرى!

أنهينا البحث .. و طبعناه و غلفناه و أصبح تحفة بحد ذاتها .. نشرناه في معرض مدرسي و كتبت عنه جريدة رسمية عن أن طالبتين في الثانوية (مع ذكر اسمينا طبعا) قامتا بعمل بحث عالي الجودة عن علم يسمى بماوراء الطبيعة و و و .......
آرسلنا نسخة مغلفة عبر البريد المستعجل للدكتور أحمد خالد توفيق (كما تتوقعون فلم يعبر أشكالنا بتاتا و إن كنت شبه متأكدة أن البحث لم يصل ليديه أصلا).

وذات نهار .. أمسكنا أستاذ عزيز جدا .. هو قمة في الثقافة والأخلاق و الأسلوب العلمي الراقي .. سألنا عن البحث و اندهش من المعلومات التي حصلنا عليها (كنا أنا و صديقتي دودتا بحث بكل ما تعنيه الكلمة من معان) و صارحناه بالمخاوف و الأفكار التي تدور في بالنا و ابتسم .. صحبنا معه في جولة في ساحة المدرسة الفارغة و بدأ يحكي لنا عن نفسه و كيف أنه كان طالبا في السنة الثالثة في قسم الفلسفة حين حصل له بالضبط ما حصل لنا .. ولكن حالته تطورت كثيرا وانعزل عن العالم و غرق في التأمل وبدأ يبحث عن مكنون الحياة و الموت و حاصرته الأسئلة حتى وصل إلى الذات الإلهية.

حينها ـ كما أخبرنا ـ اتخذ قرارا مصيريا بأن يترك الفلسفة قبل أن تتسبب في منعه أن يحيا حياة طبيعية و انتقل لدراسة الجغرافيا .. نصحنا أن نبقى على اطلاع و لكن مثل هذه الأمور التعمق الزائد فيها قد يؤدي إلى نتيجتين : إما أن نصبح عالمتين بارزتين و نوستراداموسات العصر الحديث .. أو ينتهي بنا الحال في مصحة الأمراض العقلية! (وبالمناسبة صديقتي هذه والدتها طبيبة نفسية و تمتلك مصحا مشابها!)

ضحكنا يومها و اتفقنا أن نبتعد على الأقل مؤقتا عن هذا العالم و نسعد قليلا بالانجاز الذي حققناه .. وشيئا فشيئا عاد كل شئ إلى مجراه الطبيعي و لكنني تعلمت شيئا مهما جدا ..
هذا الأحمد خالد توفيق هو عبقري فعلا!! أن تخبر الناس بكل هذه الفظائع و بطريقة علمية و تجعلهم يموتون من الضحك في نفس القصة لهو أمر فائق العبقرية!

و بقينا نتابع رواياته إلى اللحظة الحالية . وما زلنا نتعقب مقالاته مقالا مقالا .. ومازال هذا الرجل يبهرنا أكثر و أكثر بعقليته الموزونة و بساطة إسلوبه اللامنتاهية و ثقافته واطلاعه التي تجعلك تحس أنك لم تقرأ شيئا في حياتك رغم أن أقرانك يعتبرونك دودة كتب!


بهذه المناسبة تحية حب و إجلال و تقدير و امتنان لهذا الطبيب و الكاتب الرائع .. أنت ساهمت في إنشاء جيل بأكمله يعتبرك رمزا من رموزه .. نتمنى لك التوفيق دائما و دمت ميتافيزيقيا حتى إن قررت إيقاف السلسلة!

الاثنين، 23 يناير 2012

فلسفة!!



نرنو إلى الحياة ..
هاهنا
يعلو علينا هدير الصدى 
و يمقتنا النَّوى
لم نخلق له يوماً ..
و لم يخلق لنا
ألق المساء أطلَّ علينا 
ضياءٌ ساطعٌ يهز الروحَ
أدار الرؤوس ..
و دار بنا
أردنا ترك هذا الضجيج
و لكنه لم يرد أبداً ..
تركنا
رهيفٌ كان هذا الشعور
بريشةٍ يمرُّ علينا 
يرسلنا ..
من الحياة .. 
إلى الفنا
نعود لا نبالي لوهلةٍ 
ثم نظنُّ ..
أن ما زرعه القلبُ 
هو نفسه ..
ما جنا
نهيم بابتسامة حلوة
نطير بعيدا
قلبي و روحي ..
و أنا
و نتوق إلى الأرضِ
يجرفنا الحنين 
و نرى البر منّا ..
قد دنا
هي الحياةُ نريدها
لا نريد مدحاً
أو ثنا
لا نريد من الناس شيئاً
و لا أن نسمع منهم .. 
ملامنا
لا ألمٌ .. لا وجعٌ
لا عذابٌ .. لا عنا
رأينا الكثير الكثيرْ
و ما رأيناه ..
هالنا
سكونٌ .. هدوءٌ
عذبُ الحياةِ
ذاك ما أردنا
و أرادنا
نغمضُ العين مع بسمةٍ
غداً للّه ..
و الآن لنا 

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

رسالة ...




عزيزتي راڤـــــان ..

بعد التحية و السلام .. أعتذر عن إرسال هذه الرسالة إليكِ ولكن هناك أشياء لا بد أن نفعلها في الحياة لأنها مقدرة علينا .. أحببت أن أكتب لك لأن الكتابة إليك هي المنجى الوحيد الذي أستطيع فيه البوح بما قلبي إليكِ.

أكتب لكِ في اليومين الأخيرين من هذا العام كي أخبركِ بأشياء كثيرة أردت منذ زمن إخباركِ إياها .. لأني إعرفكِ جيدا أود أن تتقبلي نصيحتي بصدر رحب .. مرت سنة كاملة بكل ما فيها من أحداث و مشاكل و لحظات سعيدة .. نجاحات و اخفاقات متتالية .. تذكري فيها شيئا واحدا .. عبارة كنت ترددينها كثيرا .. لا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم ..

أعلم أنكِ منتشية هذه السنة للثوارت التي حدثت و مازالت مستمرة ... وحزينة في نفس الوقت لانعدام قيمة الإنسان لدينا و لاستشهاد كل هذا العدد من الشرفاء الذين لم يكن ذنبهم سوى أنهم قاموا بأفضل الجهاد و هو .. كلمة حق عند سلطان جائر..

نحن لا نريد لاأولادنا أن يمروا بما مررنا به .. نريدهم أن يتنفسوا هواءا نظيفا بحرية .. لا يخافون من الإفصاح عن رأيهم حتى إن كان مخالفا لرأي الحاكم! لن نقول لهم أبدا اسكتوا ستجلبون لنا المشاكل .. المشاكل تبدأ حين تكمم الأفواه .. لهذا لا بد أن نمر بهذه المرحلة كي نضمن لهم غدا أروع مما مر علينا نحن ..

يبقى العراق حزنك الأكبر ولك كامل الحق .. الوضع هناك معقد للغاية و الخيوط متشابكة و الفساد مستشر و لكن صدقيني .. ليس بعد كل عسر إلا يسر واسع .. العراق جبل .. لم يستطع المغول إفناؤه و عاد و قام من جديد بعد كل الوحشية التي رآها منهم .. أفتتوقعين أن يهزمه شرذمة من رجال فاسدين وضعتهم أقدارهم في مزبلة التاريخ كاسوأ من حكم العراق؟!!

العراق بخير .. و سيبقى بخير .. و سيكون العام القادم رائعا عليه .. فقط قولي إن شاء الله ..

عزيزتي .. لا أريد أن أثقل عليكِ .. ولكنني أتوقع أفضل من هذا منكِ .. هناك أشياء يجب أن تنتبهي لها أكثر .. قاعدة .. لا تحكمي على الناس أبدا .. أبدا بمعنى أبدا .. أنت لستِ في موقع يخول لك إصدار الأحكام أو تقييم أيا كان .. أنت لاتعرفين ظروف الناس المختلفة التي أدت بهم إلى ارتكاب أفعال معينة أو قول أشياء بعينها .. لا تستمعي لأية أصوات تخبرك أنه من الخطأ أن تعطي القليل من وقتك لأي كان لمجرد أن حياتهم لا تشبه حياتكِ في شئ! .. دعي الخلق للخالق و صفي قلبك حيث أن ربكِ رب قلوب .. و صفي نيتك حيث أن على نياتكم ترزقون..

لا تنتظري شيئا من أحد .. أعطِ أكثر .. .. كوني أقل حدية .. حافظي على هدوئك .. ثم النقطة المهمة و الأهم .. الكسل و التسويف .. لا تتحججي بالتعب .. أمامكِ عمر بأكمله كي ترتاحي فيه .. ولكن كفاكِ تأجيلا لأمور عقدت النية و العزم على تجربتها و تنفيذها .. استعيني بالله و توكلي .. الانضباط و الالتزام بالوقت هما الشئ الذي ينقصك لتتفاجئي بما ستحققينه إن شاء الله في العام القادم ..

استبشري خيرا .. و اعلمي أنه ما من كنز أغلى من أصدقاء أوفياء .. تجدينهم حاضرين وقت حاجتكِ لهم .. لا يصدرون الأحكام ولا يلومون إلا بعد أن يساعدونك في حل مشاكلك .. تمسكي بهم فهم الثروة الحقيقية .. انفتحي أكثر على الحياة .. جربي أشياء جديدة .. جازفي .. نحن نعيشها مرة واحدة لا مرتان .. خذيها قاعدة في العام الجديد .. لا تدعي يوما يمر عليك و أنت كما أنت في اليوم الي قبله! تعلمي شيئا جديدا .. أسعدي شخصا .. افعلي أي شئ ولكن لا تقفي مكانك أبدا ..

عام جميل مر عليكِ .. استطعت النجاة من مشاكله .. تمسكتِ بما هو الأهم .. تعرفتِ فيه على أناس رائعين يبعثون الحياة في روحك .. فرحتِ فيه بأشياء كثيرة .. اشكري ربك و احمديه حمدا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه .. الحمدلله لا تنسيها بتاتا..


في الختام .. كل عام و أنت بخير .. كل عام و أنت إلى الله أقرب .. و على طاعته أدوم .. و ابتسامتك أكثر دفئا .. و قلبك أكثر صفاءا .. و أكثر عطاءا .. و عامك القادم أجمل مما تتوقعين بكثير إن شاء الله ..


راڤـــــان


٣٠ - ١٢ - ٢٠١١

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

لا تستعجلوها !!




هل تعرفون هذا الشعور الغريب الذي يراودكم دون تفسير و يخبركم بلطف أن كل شئ سيكون على ما يرام و كل ما تريدوه سيتحقق بالضبط كما تريدون؟! لا أدري كيف أفسر الموضوع ولكنه شئ غريب فعلاً .. إن لم تحسه بنفسك فلن تنفع أيمان مغلظة تحلفها لمن تكلمه .. لأنه ببساطة لن يقتنع! وحدك أنت لديك هذا اليقين .. وحدك تلامس روحك هذه الروعة و الاطمئنان.


يحاولون بشتى الطرق إخبارك أنك على خطأ و أن ما تريد ليس قريباً .. ما تتمنى لن يعجل الله به .. يلومون عليك اطمئنانك و تفاؤلك و حتى ابتسامتك !! ألا يجب أن تكتئب ؟؟ ألا يجب أن تحس بهم ؟ ألا يجب أن تتصرف و تهد المعبد على رأسك و رؤوس من حولك كما يفعلون هم ؟؟ ألا يجب أن لا تتحمل كي تثبت للجميع أنك تحس؟!


تبتسم في داخلك لأنك عشت هذه الحالة مرات عديدة .. هم لا يعرفون .. هم لا يعلمون أن احساسك هذا لم يخيب ظنك فيه ولا حتى مرة واحدة! عندما تظلم الدنيا و تقفل الأبواب و يقع الجميع في خنادق الحيرة و الترقب و القلق و اليأس و الحسرة .. وحدك أنت تعلم أنهم واهمون و كل هذا سيتلاشى بأسرع مما يتخيلون!


ينسى أغلبية الناس أو يتناسون كم من مرة طرقوا أبواب اليأس و لكن تداركتهم رحمة من ربك .. أما أنا فلا أنسى بتاتاً .. لا أنسى اللحظات التي يختفي فيها كل من حولي و لا ملجأ لدي إلا الله و يراودني هذا الإحساس المريب بالراحة الذي أخشى أن أصرح به لأنني سأتهم باللامبالاة و الاستهتار!  لا أنسى أنني ما دعوت الله قط إلا و استجاب دعوتي و بأفضل مما دعوت .. لا أنسى كم مرة التفت فيها إلى الوراء و شهقت من المفاجأة عندما أرى أن حتى أسوأ ما وضع الله في طريقي كان كي ينجيني مما هو أسوأ .. مالا تدركونه الآن ستدركونه بعد لحظات.


قالها سيد قطب و أحسست بها تعيش في داخلي و تمشي في دمي .. يد الله تعمل في خفاء ، فلا تستعجلوها! و أضيف من عندي .. يد الله فوق يد الجميع .. فلا تستهينوا بها .. يد الله مبسوطة ينفق كيف يشاء فلا تقتروا على أنفسكم .. يد الله ألطف بك من الريش الحرير .. فلا تخف على روحك و لا تجزع أبداً .. يد الله ترتب كل شئ كي تحصل أنت على الأفضل .. فلا تستعجلها!


ما أعطي البشر نعمة أغلى قط من الصبر .. لا ترددها بلسانك دون أن يشعر بها قلبك ! فقط لو تحس بما أحس أنا به .. لما فضلت غير السكوت حين تنتاب الآخرين نوبات اليأس و العصبية .. لما فضلت غير ذكر اسم الله حين يتحسر الباقون .. لما فضلت غير تذكر هذه الجملة .. أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء .. إن ظن خيراً فله .. و أن ظن شراً فله! 


يا ربي إني اشهدك و أشهد ملائكتك و جميع خلقك أنني ما ظننت بك يوماً إلا ظناً رائعاً .. و ما كان جوابك لي أبداً إلا أروع! 

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

إحلم!





لماذا يصعب جداً على الكثيرين أن يحلموا ؟؟ لا أعرف كيف يطيقون أنفسهم و كيف يتحملون الحياة دون أن تكون لهم أحلام تمس خيالهم؟!!


أعتقد أن من حولي ملوا من تكراري لهذه الفكرة دائماً! مع هذا فإن من يعرفوني جيداً يعلمون أنني أبعد ما أكون عن الخيالية! أن تفتح آفاق خيالك دون أية حدود لا يعني أن تصبح خيالياً .. الخيالي هو الشخص الذي يكتفي بالأحلام التي تصاحبها الحسرة المستمرة على حظه البائس في هذه الدنيا الذي يجعله يتمنى لو أن له عصا سحرية تحقق كل ما يتمنى في غمضة عين!


أنت لست الله! لا تستطيع أن تقول للشئ كن فيكون! لكن لو إطلقت خيالك حقاً و أشغلت مخك حقاً و عملت حقاً و أحسنت ظنك بالله .. عندها فقط سترى الله يقول لأحلامك كن فيكون!


هل تعرفون أنني شخصياً أعرف العديد من الناس الذين ليست لهم أية أحلام؟ ولا حتى حلم واحد! و يقنعون أنفسهم أن هذا الشئ يسمى قناعة و رضا بالموجود .. هناك شعرة رفيعة جدا بين القناعة و السلبية .. بين أن لا تتذمر مما قسم الله لك و تسعى للأفضل و بين أن تبقي نفسك على هامش الحياة تموت مثلما ولدت ولم تترك أية بصمة في هذه الدنيا!


كيف تستطيع العيش دون شغف ؟؟ كيف تستطيع أن لا يكون لديك أية اهتمامات في هذا العالم غير الجلوس أمام التلفزيون متلقياً سلبياً لا تملك من أمر نفسك شيئاً ؟
ابحث في نفسك عن شئ تحبه .. عن شئ يعجبك .. عن شئ تتمنى لو أنك تفعله و تتقنه، لا تستمع لما يمليه عليك الآخرون .. هذه نفسك أنت و حياتك أنت و أنت المسئول بأن تسعد نفسك أو تشقيها!


أتذكر أول يوم لي حينما قررت أن أتعلم الفرنسية و كان الأستاذ يسأل كل الطلاب عن سبب اختيارهم للفرنسية تعددت الإجابات و لكنها انحصرت بين من يحتاجها كي يكمل تعليمه العالي في فرنسا و بين من يجب عليهم تعلم الفرنسية للترقي في أعمالهم كالطيارين و مدراء الفنادق .. كنت الوحيدة التي أجبت بأن السبب الوحيد الذي دفعني لتعلم الفرنسية هي أنني أحب اللغة الفرنسية! لا أكثر ولا أقل .. أهلي و صديقاتي و العديد ممن أعرفهم دفعوني لتعلم الألمانية وذلك لأنها قد تفيد المهندسين أكثر و تمكنني في المستقبل من إكمال دراستي في ألمانيا التي تشتهر بإبداعها في المجال الهندسي .. لا أنكر أنني فكرت في الموضوع كثيراً و حاولت ولكني لم أستطع! لا أحب اللغة الألمانية .. أحس أنها لغة ناشفة جداً ولا تحمل أي رقي كما أن عدد المتحدثين بها يقل بكثير عن المتحدثين بالفرنسية!


الشغف .. شغفك بهذه الحياة .. شغفك بما تعمل .. شغفك بما تتعلم .. شغفك بما تقرأ .. شغفك بما ترسم .. شغفك بتصفح الانترنت .. شغفك بأي شئ هو ما يعطيك هذا الإحساس الرائع بأنك تتنفس و تحيا و تحلم و ستصل!
فقط لا تنسَ  أن تقول "إن شاء الله"!

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

بغداد ♥






بغداد .. كلمة جميلة حقاً، لطالما اثارت في نفسي شيئاً ما كلما سمعتها او لمحت حروفها على ورقة ما .. لهذه الكلمة نغمة معينة تسحبك معها إلى عالم لا تدري عنه شيئاً .. عالم قد لا يوجد إلا في خيالك الخاص.


بالنسبة لي كلما رنت بغداد في أذني تذكرت هارون الرشيد والخلافة العباسية ربما لارتباطهما ببغداد كونها كانت يوماً عاصمة لدولة منحت العالم انهاراً من العلم والثقافة أغرقت فيما بعد في ابنة بغداد .. دجلة .
جميل أن تحب مدينة لم ترها بعد.. أن تذوب عشقاً في مكان لم تلمحه عيناك حتى الآن. إنه شعور خاص لن يفهمه إلا من أحسه وعايشه وعاش به سنوات طوال . حاولت كثيراً أن أتخيل بغداد إلا أنني وبكل أمانة فشلت فشلاً ذريعاً ، فانت لا تستطيع أن تلبس معنى في حياتك شوراع وأرصفة وأبنية بكل بساطة هادماً تلك اللذة في التتيم بمجهول .. شئ تعرف ماضيه وحاضره وربما تاليه أيضاً لكنك لم تره رأي العين بعد. كلاّ أظن أنني أخطأت .. ليست بغداد شيئاً ، إنها روح .. روحٌ أسكنت بكل ما في الدنيا من تناقضات .. اعتقدت دوماً أن كل مدينة في العالم تزخر بكم كبير من المتناقضات والمدينة ذات الوجه الواحد وهم كبير يشبه المدينة الفاضلة لا يوجد إلا في أخيلة الكتاب وأحلامهم. وكانت بغداد حلمي الأزلي .. ببذخها وشقائها .. بعدلها وجورها .. بجمالها الذي لا قبح فيه.
شردت بعيداً وأنا أتامل المنظر المواجه لنافذة الغرفة الخاصة بي ، لطالما أحببت مشاهدة الشمس وهي تشرق ، إن بزوغ الشمس من مكمنها كل يوم يعطيك امراً واضحاً بوجوب ممارستك الحياة ، فمادامت الشمس تشرق إذاً من المؤكد أنه يوجد ما يستحق أن تحيا لأجله . متفائلة كانوا يصفوني ، لم أعد أدري إن كان التفاؤل ذنباً في هذا الزمن الذي كلما تفاءلت بشئ فيه انقلب حاله أسوأ مما كان عليه . في شرودي رحت أتذكر طريقي الذي أقسمت أن أسيره كي أصل في نهايته إلى مرمى فؤادي والروح التي أقسمت أيضاً أن أهبها كل مايعتمل في نفسي من عواطف وأحاسيس مدى الدهر ، أعتقد أنك عرفتها .. نعم هي بغداد.

أحضرت كرسياً كي أجلس ذاكرتي عليه كعادتي كلما تذكرت أحداثاً مضت في دفتر حياتي .. ولتعودي أيضاً في مشاهدة شروق الشمس جالساً لأن مشهداً كهذا يستحق أن تجلس لتنعم ناظريك به وتتمعن فيه عساك تدرك حينها سراً مقدساً من أسرار هذا الكون حولنا . لو أدركت الجمال الذي يمكن في بزوغ الضوء على زهرة ما وتفتحها فرحاً بهذا الشعاع وزهواً بيوم جديد قد يحمل موتها قطفاً مع عدم مبالاتها بكل ذلك ، لعلمت حينها أن الحب موجود أيضاً وبقوة في تلك الزهور ولهذا استعملها البشر في نقل رسائل عشقهم لعلمهم أنها مليئة بما يريدون إيصاله من مشاعر . معبأة بالفرح أنا .. وتكاد عيني تفيض حزناً ، لطالما أدركت أني متناقضة ، تناقض الكون الدائر حولي .. تناقض الزمن الذي أحيا فيه .. تناقض مدن العالم في وجوهها .. تناقض بغداد إن لاقتني!
إلى أين أعادتني ذكرياتي ؟ عبر أية دهاليز أمشتني ؟ وعبر أية دروب جرجرتني ؟ها أنا ذا أيتها الذكريات أعود إليك كما أفعل دائماً كي أدرك أين أنا الآن ؟ وإلى أين أوصلتني الأيام ؟ وكم بقي لدي من الوقت كي ألاقيها ؟ عشقي الازلي .. بغداد .

قبل يومين سمعتهم قالوا أن بغداد سقطت .. كلا .. علمتني الأيام أن ثمة مدن لا تسقط وأحلام لا تموت .. بغداد لا تستطيع أن تسقط لأن في هذا الكون قوانين لا تتغير تحكم كل ما فيه بمصيرية الوجود . وبغداد ضمن المدن التي ليس لها أن تنحني وإن تظاهرت بذلك ثانية ما تحت وطأة قدر قاس تراها تسخر بابتسامة عريضة من كل هذا العالم خالعةً عنها تظاهرها اللحظي .. مقسمةً لك أنك على حق وأنها حتماً مدينة لا تسقط ولم تسقط ولن تسقط أبد الدهر . طويلٌ كان مشواري .. وطويلٌ الطريق الذي أرى أمامي ، أحس أحياناً أني جديدة بكل ما تحمله الجدة من معاني القرن الواحد والعشرين ، وأحياناً أخرى أحس أني قديمة قدم حضارات العراق . ولدت في العراق ولكني لم أبصره .. أطلقت أولى صرخاتي تحت سمائه وفوق أرضه .. استقبلني شابكاً يده بيد الحياة وهي تهنئني بولوجي بابها بكل ترحاب ، لكني لم أبق في عراقي إلى بلوغي السن الذي يمكنني من خزن ما أرى في ذاكرتي .. خرجت أحبو .. وسأعود راجلة ، خرجت مرغمة .. وسأعود راغبة .. تائبة .. تائقة لتقبيل كل ذرة تراب من هذه الأرض المعشوقة المحبوبة المفتونة بأبنائها.

السبت، 10 ديسمبر 2011

أيتها النساء .. عذراً!



أعتقد أنني سأكون الفتاة الوحيدة على وجه الكرة الأرضية التي تشهر قلمها منادية بحقوق الرجل!
و أعتقد أن كلمة حقوق المرأة ترددت ملايين المرات في القرن الماضي و العقد الأول من هذا القرن باطراد مذهل إلى المرحلة التي تناست فيها بعض النساء أن للرجل حقوق أيضاً!
العدة أسطر هذه قد تفتح نيران و ألسنة الملايين من النساء لساعات متواصلة 
ولكن دعونا نقف لدقائق .. أنا لا أنكر أن حركة حقوق المرأة في بدايتها و استمرارها هي ما أتاح للكثير من النساء الوصول إلى ما هن عليه اليوم ، و أعترف أيضاً و مدركة جداً لحقيقة أنه مازال هناك الكثير الكثير من نساء العالم يتعرضن للاضطهاد و سوء المعاملة و حرمانهم حقوقهم الأساسية في العيش و التفكير بل وربما حتى في التنفس!

ولكن .. الكذب ضلال ، و الحق يقال .. ألم تصبح المرأة الآن في العديد من المجتمعات الشرق أوسطية - التي تصنف على أنها الأسوأ في إعطاء المرأة حقها- شريكاً أساسياً في المجتمع؟ ألا تعمل و تترقى و تشغل أعلى المناصب ؟ ألا تنافس الرجل -إن كانت بنفس أهليته- في معظم مجالات الحياة؟ أليست حقيقة أن هناك العديد من الوظائف التي أصبحت تفضل الإناث على الذكور بدرجة عالية؟ ألا تأتي المرأة و تذهب و تسافر و تقود السيارة و حتى الطيارة و لها استقلالية مادية كاملة؟
كل ما سبق نتج عنه تصرفات من فئة معينة من النساء تغيرت عقولهن و تناسوا أن قوة المرأة الكبرى تكمن فيما ميزها الله به عن الرجل! 
يقول الله عز وجل: (و جعلنا لكم أزواجاً لتسكنوا إليها) . الرجل يسكن إلى المرأة .. الرجل يسكن إلى المرأة .. و المرأة تحتوي الرجل .. نقطة .. انتهى الموضوع .. هذه حقيقة لا يمكن تغييرها و لو بعد ألف عام و هذا هو حال البشر و فطرتهم منذ الأزل و إلى يوم القيامة!
نعم .. وراء كل رجل عظيم امرأة .. لا يمكن لأي رجل بتاتاً أن ينجح في أي شئ دون أن تكون وراءه امرأة .. وأعود و أقول ولكن .. وراء كل رجل قتل و سرق امرأة دفعته بشكل أو بآخر كي يرضيها أو يدافع عنها أو حتى ينتقم منها!


خلاصة الحديث أن هذا ليس هجوماً على المرأة بأي شكل من الأشكال .. لا يوجد عاقل يهاجم نفسه! كل ما في الموضوع أني سئمت من اعتبار النساء أنفسهنّ ملائكة الله على الأرض ، و كل الرجال أوغاد و حمقى و (لا يملأ عيونهم إلا التراب!)  جملةً و تفصيلاً .. و تتم إعادة نفس الكلمات في كل مجلس نسائي كأنه شكل من أشكال النشيد الوطني النسائي!
النساء و الرجال خلقهم الله متساويين و لهم نفس العقل و لديهم نفس الروح .. منهم الجيد و منهم السئ .. ما يفعله أي شخص في هذه الدنيا يلزم به نفسه فقط و لا يلزم باقي أبناء جنسه!

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

دفتري الخشبي!





نعم .. هو هذا اللي في الصورة دفتري الخشبي .. بدأت بالكتابة فيه منذ ٩ سنوات مضت..
لم اكتب فيه بانتظام ، ولكم اكتب أية جملة تزيد عن سطرين أو ثلاثة. كتبت فيه ما كان يخطر في بالي في اللحظات الأكثر تشبعاً بأي شئ و كل شئ.
تصفحت الدفتر و انتبهت الى أنه مازال فيه عدة أوراق تتنظر أن يتم تخليد عدة أسطر عليها، كما لاحظت أنه هناك سنوات في حياتي لم أكتب فيها شيئاً داخل هذا الدفتر مما أعطاني شعوراً سيئاً جدا بأنني أضعت سنين من عمري دون ذكرى عما كانت عليه حالتي آنذاك ..
قرأت فيه مما كتبت بتاريخ ٢١-٧-٢٠٠٤ :
لماذا أكتب؟
١- لأني إن لم أكتب .. أنفجر.
٢- لأني إن لم أكتب .. أموت.
٣- لأني بعد عشر سنوات من الآن .. أحب أن أعرف من هي الإنسانة التي كانت أنا؟!
ما أفرحني فعلاً هو الشئ الذي لاتصدقه كل الأجيال الأكبر من جيلي سناً .. و هو أننا جيل بأكمله كنا نتوقع كل الثورات التي حصلت هذا العام و كنا واثقين تمام الثقة أن هذه الأنظمة لن تدوم لأننا ببساطة لا نريدها أن تدوم .. مللنا و تعبنا و قرفنا من الفساد و الحكم العائلي و نظريات المؤامرة المستمرة التي يفسر بها آباؤنا كل شئ كأننا تم حرماننا إلى الأبد من استخدام عقولنا..


كتبت بتاريخ  ١٣-٣-٢٠٠٤ :
من يبالي؟ إسرق ، إنهب ، أليست أموال الدولة .. خزانة أبيك ؟؟


و بتاريخ ١٧-٣-٢٠٠٥:
كلما رأيت شعباً يهتف لقائده أكثر، يعلق صوره أكثر، يمجد ألقابه أكثر، يحلف بحياته أكثر و يصفق له أكثر .. اعلم أن هذا القائد .. يخفي أشياء أكثر!


و بتاريخ ٢١ -٨-٢٠٠٦:
لو كان الخوف بشراً .. لقتلته .. لذبحته .. لقطعته أشلاءاً .. لقضيت عليه .. لمحيته .. لسفكت دمه .. كي لا يعكر على الناس صفو حياتهم .. ولا يبقي الطغاة حاكمين على شعوب بأكملها خوفاً من بطشهم إن تكلمت هذه الشعوب يوماً.


و أخيراً بتاريخ ٥-٨-٢٠٠٧ كتبت:
اغتصبوا فلسطين .. قطعوا العراق .. ذبحوا لبنان .. و ألجموا ألسنة الباقين .. و لكن ..
لكل ظالم نهاية!


كتبت الكثير الكثير عن أشياء مرت علي و عن قناعات تبدلت و آراء غيرتها و صقلتها واقعية الحياة  .. وكتبت عن أحلام كثيرة طويلة المدى و قصيرة المدى على حد سواء .. بعضها تحقق و الباقي مازال يتنفس أملاً لعل الله يحدث في الأمور أمورا !!
نصيحة خالصة .. اكتب!
لا تقل لا أعرف .. لا يوجد شخص لا يستطيع أن يمسك قلماً ويكتب أي شئ يخطر بباله! ستعود إلى كلماتك يوماً و تفهم كيف مرت الأيام عليك و ماذا غيرت فيك السنين و ستعرف إن كنت مازلت تمشي في الطريق الصحيح أم لا؟!
اشتروا دفتراً .. خشباً كان أم غيره .. تذكروا دفتري الخشبي .. و ابدؤوا في الكتابة حالاً.



البداية..



كتبت كثيراً .. و مزقت ما كتبته كثيراً .. و احتفظت بما كتبت مرات أكثر!
بدأت بالكتابة منذ سن العاشرة .. و تفاوت ما أكتب بين شعر ونثر و مقال و خواطر .. انشأت مدونتين قبل هذه ، أولاها كانت لأجل دعم مبادرة أضف للبشرية ، أضف لويكيبيديا الهادفة لزيادة عدد و جودة المقالات العربية في الموسوعة الحرة العالمية ويكبيديا و رفع ترتيب اللغة العربية بين لغات العالم في الموسوعة، و المدونة الأخرى كانت شخصية بدأت فيها بنشر ما أكتب و لكن لم تستمر ..
أعتقد أن السبب هو الكسل و انعدام الدافع لا أكثر ولا أقل .. الآن بدأت بهذه المدونة متمنية لها الاستمرار و آملة أن لا يكون مصيرها ممصير ما سبقها!
هذه المرة متفائلة جداً أنا ، أعتقد لأنني اتخذت القرار بإنهاء أول كتاب لي و كانت هذه المدونة هي النافذة التي أطل منها بمقتطفات مما أنوي نشره و لمعرفة رأي كل المتلقين فيما أكتب و عما إن كان مقدرا لي الكتابة أم لا؟  وقد أقوم بنشر ما كتبت في طفولتي و مراهقتي لعلني احتفظ بأرشيف ألكتروني على صفحات الشبكة.
أراكم على خير في تدوينة جديدة و تمنوا لي التوفيق في أول كتاب لي :)
دمتم بخير!